عند البحث باستخدام (محرك البحث قوقل) عن المنازل الجاهزة سنجد العديد من العروض والمشاريع المنفذة فعلا وبعضها يرجع لمصلحة دوائر حكومية أثبتت نجاحها على مر السنين.
والتي تمت الاستعانة في بنائها بالتقنيات الحديثة المختلفة مثل تقنية «البريكاست» ومادة «الفوم» وغيرها من وسائل البناء الحديثة.
وتتنوع مصادر هذه التقنيات وتختلف بالتالي أسعارها، وسنلاحظ ان التقنيات المستخدمة غالبا تنحصر في نوعين التقنية الألمانية والصينية (التي لا نثق بها عادة) لكن تعتبر احد الحلول، فمن العيوب في البيوت الصينية انها تثبت سطحيا على الارض ولا تستخدم الأساسات مثلاً.. اما بقية المنازل فهي تستخدم الأساسات في البناء، كما يوجد تقنيات أمريكية وماليزية وغيرها.
طبعاً لكل تقنية إيجابيات وسلبيات مختلفة، وانا هنا مجرد قارئ سوق وباحث للحلول ولست متخصص بناء.
لكن الأهم هو الجودة والوقت والسعر، وهو ما يبحث عنه الجميع، فبناء منزل متكامل خلال مدة 30 يوما كان قبل 20 عاما ضربا من السحر وفكرة غير مقبولة.
مع العلم ان هذا النوع من المباني اقل تكلفة فهو مضاد للحرائق وعازل مثالي للحرارة .. الخ.
كل امر جديد مخيف في العادة ويتردد الكثيرون من التجربة، لكن تجربة البناء بالتقنيات الحديثة تمت الموافقة عليها فعلا في أمانة المنطقة الشرقية كما وصلني، ويوجد عدد من المشاريع القائمة في مدينة جدة ايضا.
الغريب في الموضوع ضعف الإعلان عن هذه المشاريع، وجهل الكثير منا بوجودها اصلا.. من المستفيد من تقييد مثل هذه الانشطة المفيدة؟
ولماذا لا تعمم التجربة خصوصاً للمشاريع الكبيرة التي تنفذ من قبل وزارة الاسكان؟
هل هناك فعلا مافيا مقاولات ليس من صالحها دخول مثل هذه الشركات بشكل مباشر في السوق؟!!
طبيعة الارض في السعودية وبالأخص منطقة «نجد» طبيعة صخرية يسهل البناء عليها باستخدام التقنيات الحديثة.
الثبات منافٍ للابداع فالمبدع هو الشخص الذي يبحث عن حلول مستحدثة تدعم فكره، واعتقد اننا بحاجة ماسة الى تفعيل التفكير الابداعي لدينا، وهذا النوع من البناء من وجهة نظر شخصية إنما هو احد الحلول المبتكرة لمشكلة الاسكان، كما اعتقد ان تبّني مثل هذه الأفكار سيسهم في حل مشكلة السكن خصوصا لمحدودي الدخل لسرعة البناء ولانخفاض التكلفة.
هاجس نزول الأراضي وارتفاعها كلّف الكثيرين الوقت الكافي لضياع الفرص، وما زالت السوق تخبئ العديد من المفاجآت وخاصة اذا علمنا ان تطبيق الرسوم ليس بالضرورة ان يكون ذَا تأثير سلبي على أسعار العقارات، لان هناك جهات ستعمل على طريقتها بالاستفادة من كثرة الطلب التي بدورها ستكون كفيلة باستمرار الغلاء فلا يمكن ان يكون هناك نزول في العرض مقابل كثرة الطلب.
وبما ان الحلم قابل للتطبيق وقنوات التنفيذ متاحة فلا بد من خوض التجربة كاملة والتمهيد لمن هم بعدنا، وخلق فكرة ان السكن لم يعد حلما صعب المنال كما هو في السابق، بل هو واقع ممكن التحقيق في حال تكاتفت الجهود لتنفيذه.